السبت، 11 فبراير 2012


لآ نَخرّج مِن الدّنيا إلّا وَ نحنُ نتعلّم الخيبآت !

كُلّ تِلك النوآقِيس التّي كآنت تدّق عند الفَرح _ دَفنّت أصواتها !

وَ أصبّحت تُخرّجُ أنفَهآ لِتتنفّس قَليلاً / وَ لكن حِينهآ أدرّكت نِعمة الدّفن !

المُوسِيقى المُدرّجةِ عَلى سُّلمِها لآ تُعزّف إلا عِند الحُزّن ,

وَ كأنها تعلّمت أنّ كلّ هذهِ الأضواء المُتسرّبة ,

مآ هيّ إلا زَيفٌ تتلبسّهُ أروآحهُم !

تبّاً لِكلّ فَرحِ لآ يعلّم نَفسّه عَلى لدغّاتِ فَرحه ,

إنهمّ يلومونَ أشوآقّهُم حين تتكلّم / وَ يلومونَ فِي نفسِ الوقت من لآ يشعرّون بِ أشواقهِم !

الأشّوآق لآ تحتّآجُ إلى ترآجِمُنا ؛

هِي أقدّرُ / بَل أوفى فِي إيصَآل الرسّآئِل !

مَا بالُكم تُجنّبُونَ الكرآمَةَ عَنِ الحبّ ؟

من يُحبّ يُضحي / و أولّ تضحيّاتهِ " قِطعةِ كرآمةٍ مُرّة " !

لَن أتحدّث عَنِ شَأنِ الكرّآمة فِي الحبّ كثيراً ؛ لِذّلِكَ قآلوا إنّ الحبّ أعمى

أنآ أعتّرّف بأنّهُ مُصّابٌ بكثيرٍ مِن العآهآت !

تُشّعرني السّمآء بِ التَقصّيرِ فِي حَق التّفاؤل / فَ عُلّوها وَ لِونِها وَ كُبرّها

يدّفَعني لِإكثآر رسّائِلي إليها / أنّ أملّؤها

وَ اجعلّ الطّريقُ إليّها مُزّدحِماً بِ الأمنيات !

كَثيراً مآ ترفُضّ عينيّ فِكرة السّهر ؛ إنها فلسّفتِي القَديمة _ المُحآطةِ بِالغُبآر _ !

يومٌ وآحِدٌ مِن كُلّ تِلك الأيآمِ عليّ أن أسهَرّه

وَ حِينَها أجهَشُ بِ البُكآء / أضّحك / أكتُب / أصلّي / تَغفلّ أذنآي !

أفعَلُ كُلّ مآ يحلو وَ ما لآ يحلو لِي ؛

فَالبيتُ خآلٍ إلّا مِن فَوضويّتي !

دَائِماً مآ أكتّبُ إليك / وَ ارفِق الرّسائِل بِ ترآتِيل الدّعاء

وَ التّعاويذ !

لّكنهآ _ تِلكَ الغبيّةُ _ لآ تَصّل !

تَحتمّي بِ فيضِ حُزني / وَ تُصّر عَلى البقآء

التّوترُ البآدي فِي عينيك ؛ يَعلّمني أنّ الحيآة قآسِية دآئماً عَلى مَن يُحبّ !



ورّداتِي اللّوآتِي أنبتّهنّ عَلى شِعرِي

وَ علمتُهنّ التَرتِيل / هَجرّننّي ؛

وَ تركّوا لِي الأرضَ خلآّء !

حتّى أغآنِي المسّاء

عآندتنّي

وَ مآ عآدتّ تُغنّي !

وَ أضوآء القَمر : تَختَفّي خَلفَ السّحآب

فَلآ تَقعُ عَلى الرّاحليِن

فَ يرحلّون /

يُثيرُونَ الفّوضّى / وَ يرّحلون !

عَلى غَيرِ حيّآء !

يترُكون الحُزن يَعوي دآخلِي

وَ أتُوه بِلآ ضِيآء !

أبحثُ فِي حيآتِي عَن هَنآي /

العآبرين تبللّت أسمآءُهم بأمطآر نِسيآني

كيفَ أذكُركُم جَميعاً

وَ القلبُ يبحثُ فِي حيآتِي عَن حيآة ؟!

وَ أتوهُ ؛ فَلآ أسقِي زُهورَ حَديقَتي

فَيستَحيلُ السَّعد شيئاً مِن علآمات المُحآل !

الوَردَةُ البيضّآء حِن حَفظتُها فِي دآخلي ؛

بَللّتُها بِ المآء

أسقيّتُها مِن مَدمعِي

وَ جلبتُ كُلُ الضوء كَي تنمُو عَلى أحضآنهِ

مآتتّ / فَعلمتُ أنّ الضوءَ لآ يكفِي

وَ الدَمع لآ يكفِي

لِيمنَحَ الأموآتَ شَيئاً مِن تَعآويذ الحيآة !


1 / 3 / 2012 م

افتِقآدٌ مشبّعٌ بِ الاحتِيآج